الجمعة، 16 مايو 2014

الروايه المسروقه لحب ضائع



سماء بتدراجات الازرق غيوم بيضاء وبضعه حبات مطر تتناثر بين العمارات الشاهقه
هواء يحمل نسمات بارده تمر بهدوء بين يديه المتعبه وتلامس تفاصيل وجهه 
 وشعراته السوداء التي بدات تظهر فيها القليل من الشيبات
وهو ينظر الى السماء بعينيه العسليتان ويدعو يالله لقد دعوتك كثيرا يامن وحدك يعلم اين هي ائتيني بها اليوم ارجوك يارب

يقلب هاتفه بيد متعبه وهو يتذكر نفس المشهد
كان المكان نفسه ولكن كان الزمان مختلف جدا
كان قبل ثمانيه شهور
في نفس البقعه هذه , بنفس الهاتف , يهاتف نفس الرقم
وقتها جاء صوتها جميلا رقيقا كعادته
محمد ..
رد قائلا : اشتقت لك جدا يا ورد  كل الامكان تذكرني بك حتى التي لم تكوني فيها يوما
محمد ليس وقت الغزل ابدا اخبرني ماذا حدث 
صمت قليلا ثم قال ورد لقد اصبح حلمك حقيقه لقد وافقو على نشر الروايه ولكن ليتك ترجعين عن قراراك وتنشريها باسمك لكي تكتمل فرحتك
امتلات عيناها  السودواتان بالدموع وبشفاه ترتجف قالت
انت حلمي , انت فرحتي , انت كل مااريد
لايهمني ان كنت ساهديك كلماتي فانا اهديتك حياتي كلها
ثم نجاحك هو نجاحي  
الست انت من يقول دوما باني انت وانت انا وبانه لا يوجد نحن
بل انا وانت نساوي شخصا واحدا فقط
اااه ياورد لن استطيع  ان اغلب كلماتك يوما
ضحكت بصوتها الباكي وقالت لقد غلبت قلبي الا يكفيك ذلك

بدأت عيناه المتعبه تحاول  ان تغرق لتلك الذكرى
ولكنه يأبى بالطبع ان يحزن لانه كان على اعتقاد تام انه سيجدها اليوم
مع انه الهاتف ظل يرن بلا اجابه
عاد الى الفندق
ومحطته الدائمه  موظف الاستقبال وبدون ان يسال رد الموظف لا سيدي لايوجد اي رسائل
يكمل طريقه ويدخل الى ردهه الفندق ونحو قاعه الموتمرات بخطوات خائفه ومرتبكه
  قاعه مليئه بالصحفيين
ومئات من النساء  ينتظرن منذ ساعات في القاعه باعين تملئها الدموع والحلم
واخيرا اخير
تحقق حلم كل النساء لقد خلق ذلك الرجل ,ذلك الامل , ذلك الرجل الذي يفهم النساء حقا
مشاعرهم مشاكلهم ويكتب عنهم  كلامهم الذي  يخبئونه في اعينهم وداخل قلوبهم طوال الوقت
وذلك الرجل يجلس حائرا جدا تائها من غرابه الحياه
لم يظن ان هناك شيء اغرب من لقاءه بورد
ولكن الحياه كانت تخفي الاغرب
ان يكون هنا
 كاتب مرموق يجلس ببدله  رسميه يتكلم عن روايه مسروقه لحب ضاع  
في ذلك اليوم لم يرد هذا كله كل مااراده ان يرى وجهها بين الحشود واضواء الكاميرات
ولكنه لم يجده
بدا بتوقيع النسخ واخذ الصور مع المعجبات وعندما انتهى كل شيء ذهب الى موظف 
الاستقبال  وهو يكرر نفس السؤال مرات عده اانت متاكد لم ياتي  احد ؟ لم يسال عني
 احد ؟ لم يترك لي اي رساله ؟
عاد الى غرفته بخطوات خائبه مع ان المؤتمر كان ناجحا جدا فهو لم يتخيل ان يتحول
 من شخص عادي واقل من العادي
موظف براتب بخس لااحد يعرفه او يكترث له  الى كاتب والان يطلق روايه ناجحه 
وغدا سيصبح مشهورا  غنيا ووكل نساء الارض يحببنه
ضحك  على نفسه ضحكه سخريه وهو واقف امام نافذه غرفته يتأمل عمارات دبي
 تعانق سماء الليل السوداء تكاد تقبل النجوم وتلامس الغيوم  
ابتسم وبدا يحدث نفسه اين انتي ياورد  الآن لما لم تاتي اليوم الستي  تحبين دبي كثيرا 
و تريدين ان تكوني مثلها فهي كلما مر الوقت  والعمر صارت اجمل واجمل
بتنهيده وبصوت متعب همس ستاتين
اعلم انك ستاتين
 لانك لست قاسيه
لانك  لست رجل
لانك امرأه.

نهايه الجزء الاول

يتبع .....

Kadi A

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق